-->
مدونة الأفوكاتو مدونة الأفوكاتو
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
جاري التحميل ...

قبر كارل بروت الملعون

كثيراً ما تبدأ أفلام الرعب بقصة شباب يذهبون في نزهة ويخيمون بجانب قبر ملعون ، أو منزل مسكون .. 
ولسوء حظهم يكون أحدهم مشاغبا فيعبث بأحد القبور أو غرف المسكن المهجور.
بسبب فعلته تنطلق الأشباح الغاضبة لتطاردهم وتقتلهم واحدا تلو الأخر

قبر كارل بروت الملعون

ولكن هل فكرت عزيزي القارئ أنه ربما تكون لأفلام الرعب تلك شيء من الصحة والحقيقة ؟ 
هل فكرت أنه الأشباح من الممكن أن تطارد البشر وتقتلهم ؟! ..

قد تقول بأن ذلك مستحيل ، لكن قصتنا لهذا اليوم تدور في نطاق هذا المضمون ، ويقال أنها حقيقية ..

شرارة قصتنا انطلقت من بلدة صغيرة تدعى بولاسكي تابعة لولاية كنتاكي الأمريكية . حدث ذلك منذ زمن بعيد ..

مع بزوغ الشمس وتسلل خيوطها الذهبية إلى غرفته، أستيقظ كارل بروت، الذي تعود دائماً أن يذهب باكراً للعمل بعد أن يتناول إفطاره ويودع زوجته الحبيبة ويتجه إلى ورشة تقطيع الأخشاب ، فهو يعمل نجاراً هناك

وتمر الأيام و كارل يكافح من أجل أن يوفر لقمة العيش وأيجار البيت . 

وفي ليلة من ليالي الشتاء البارد عام 1938 م ، عاد كارل إلى منزله منهكا يأمل أن يجد الطعام الشهي والحضن الدافئ من زوجته الحبيبة، و لكنه لم يجدها في استقباله عند الباب كالعادة ، دخل يبحث عنها في المطبخ فلم يجدها ، و أثناء بحثه عنها سمع أصوات همهمة و ضحك تصدر من غرفه النوم ، و عندما فتح باب الغرفة وجد زوجته تخونه مع عشيقها على فراشه .. 
الجميع شعر بالصدمة ، لكن صدمة كارل خالطها الغضب والحزن ..

وجد كارل بروت زوجته تخونه مع عشيقها

العشيق هرب مسرعاً من النافذة تاركاً عشيقته لوحدها تواجه قدرها المحتوم..
أخذ كارل سلسلة حديدية كان يربط بها الأخشاب ولفها حول عنق زوجته وأخذ يخنقها ولم يسمع حشرجة صوتها وهي ترجوه أن يسامحها..
وما هي إلا لحظات حتى باتت جثة هامدة ، لم يعرف كارل ماذا يفعل ؟ 
فقام مذعوراً وأخرج مسدسه من الدولاب وأطلق النار على رأسه لعله يفوق من هذا الكابوس المزعج ومات في الحال!

و بهذا أطلق كابوس سوف يلاحق سكان بلدة بولاسكي لمدة عشر سنوات . 
وعندما تجمع الجيران حول المنزل وشاهدوا الجثتين ، تم استدعاء الشرطة والتي أكدت حادثة القتل والانتحار
وتقرر دفن جثامين الزوجين ، لكن أسرة الزوجة المقتولة رفضت أن يتم دفن جثة أبنتهم بجانب جثة من قتلها
بل طالبت أن يتم دفن جثة كارل في مقبرة أخرى في ضواحي البلدة ، و هذا ما تم فعلاً .

بعد عدة أسابيع لاحظ الزائرون للمقبرة أن شاهد قبر كارل قد بداء يتغير لونه ( الشاهد هو حجر يوضع على القبر) وبدأت تظهر عليه بقع بيضاء تتشكل بنمط معين مكونة شكل أشبه بالسلسلة
كما جفت الحشائش فوق قبره وشكلت حرف x 
أثار هذا الأمر الذعر بتلك البلدة وخشي الناس أن يكون هذا الأمر علامة على غضب روح كارل عليهم 
فقررت البلدية استبدال شاهد القبر وتغيير التراب فوق القبر وبهذا توقفت العلامات الغريبة عن الظهور وبدأ الناس في نسيان تلك الحادثة الغريبة .

بداية اللعنة

وفي أحد الليالي المقمرة ذهب مجموعة من الصبية وتسللوا إلى المقبرة وجلسوا يتسامرون ويقصون القصص المرعبة حول النار التي أشعلوها من بقايا الأوراق..
وأثناء ذلك قام أحد هؤلاء الصبية و يدعى جيمس كولينس بالسخرية من قبر كارل بروت ورمى شاهد القبر بأحجار كبيرة فتسبب بتشققه وكل هذا من أجل أن يضحك أصدقائه وانصرفوا لبيوتهم دون أن يحصل لهم شيء

و في اليوم التالي وبينما كان جيمس يلعب بدراجته الهوائية ، زادت سرعتها فجأة وفقد التوازن والسيطرة عليها وأصطدم بشجرة
الغريب بالأمر أن السلسلة التي تحرك الدراجة انفصلت عنها وطارت ثم التفت حول عنق جيمس فمات مختنقاً ! ..

شكلت هذه الحادثة الغريبة صدمة لسكان البلدة وأثارت الرعب فيهم وبالذات أصدقاء جيمس الذين أكدوا أن صديقهم قد عبث بشاهد القبر وقد حطم أجزاء منه
 لكن عندما تحققوا من قبر كارل بروت وجدوا أن شاهد القبر سليم لم يُمس بأذى
 وهذه الحادثة زادت من خوف الناس وأصبحت أسطورة شبح كارل القاتل حديث الناس بالبلدة .
وبسبب حزنها على فقدان ابنها بذلك الحادث الغريب ، قررت الأم المفجوعة بفقدان أبنها أن تنتقم من شبح كارل وتدمر قبره وتنهي معاناة أهل البلدة
فحملت فأسها وذهبت للمقبرة وأطفئت نار قلبها وحطمت شاهد القبر، عادت الأم من المقبرة وبدأت بنشر الغسيل على الحبال لكي تجف تحت أشعة الشمس
وأثناء ذلك انزلقت قدمها فوقعت على حبال الغسيل وبطريقة غريبة التفت الحبال حول عنقها وماتت مختنقة

أصابت تلك الحادثة جيرانها بالرعب وخصوصاً أنهم قد سمعوها قبل أيام تتوعد بتحطيم قبر كارل ، وعندما دخلوا منزلها وجدوا الفأس التي كانت قد استخدمته لتحطيم القبر وعليه أثار غبار ذلك القبر، ولكنهم عندما ذهبوا للمقبرة وجدوا شاهد القبر سليم لم يُمس بأذى! .

أنتشر الرعب في البلدة ولم يعد السكان يدفنون موتاهم بتلك المقبرة وأصبحت مهجورة ..


وفي أحد الأيام بينما كان أحد المزارعين عائداً من عمله في إحدى المزارع بضواحي البلدة راكباً عربة تجرها الخيول مصطحباً زوجته وأولاده ، مر بالطريق المؤدي بالمقبرة و هناك توقف وأخذ يحكي لأسرته قصه القبر الملعون وشبح كارل القاتل
وبينما كان يقص لهم حكاية ذلك القبر، اخرج ذلك الفلاح مسدسه وأطلق عده طلقات على ذلك القبر، فتناثرت أحجاره وأنصرف الفلاح في طريقه
وبعد أن ابتعدوا عن المقبرة وبدون أي مقدمات أصيبت الخيول بالذعر وانطلقت مسرعة نحو المنحدر
حاول الفلاح السيطرة عليها لكن دون جدوى ، مما اضطره لرمي أفراد أسرته من العربة قبل أن تصل إلى ذلك المنحدر، وبعد أن حضر رجال البلدة لإنقاذ الفلاح المسكين وجدوه مشنوق بحبل متدلي من العربة ومتأرجح بطرف المنحدر
وعندما سألت الشرطة أفراد عائلته عن ما حصل ، أجابتهم زوجه الفلاح أن زوجها سخر من شبح كارل وأطلق النار على قبره ثم حصلت الحادثة .

وكما حصل في الحوادث السابقة وجدت الشرطة أن قبر كارل سليم و ليس به أي ضرر ، وبسبب الرعب والغموض المحيط بهذا القبر، قرر شرطيان التحقيق بهذا الأمر وانطلقا بسيارة إلى تلك المقبرة ووصلوا مع غروب الشمس، حيث فتشوا المقبرة بحثاً عن أدلة..
وبعد أن أصابهم التعب نصبوا خيمة وجلسوا بجانب القبر وأشعلوا بعض الحطب لكي يتدفئوا ، وقام أحدهم بالتقاط بعض الصور للموقع ، وبعدها انطلقوا بالسيارة عائدين للبلدة وفي الطريق شاهد الشرطي الذي كان يقود السيارة أضواء من اللهب تلحق بالسيارة من الخلف، فأصابه الذعر وانطلق بالسيارة بأقصى سرعة مما أفقده السيطرة عليها فانقلبت عند المنحدر 
وبسبب السرعة العالية قذف الشرطي من السيارة وأصطدم بالسياج حيث قطع رأسه ، أما الشرطي الآخر فقد نجا بجراح خفيفة ، وعندما أفاق الشرطي من الغيبوبة أخبرهم أن زميله الذي قُتل بالحادث كان قد استهزأ بالقبر وعبث به قبل وقوع الحادث، وأنه يعتقد أن ما حصل هو انتقام الشبح منهم .

وبسبب تلك الحوادث الغريبة و المتكررة لم يعد أحد يعبر الطريق المؤدي للمقبرة ، وبدأ الناس بنسيان تلك الحوادث الغريبة .
حتى قرر رجل من البلدة يدعى آرثر لويس أن يقتحم القبر ويحطمه ويخوض تلك المغامرة الخطرة ساخراً من تحذير الناس له
 وانطلق إلى المقبرة حاملاً معه مطرقة وأزميل، وفي منتصف الليل دوى صوت صراخ من اتجاه المقبرة ، وفي الصباح توجه الناس للمقبرة وشاهدوا منظر مرعب جداً 
فقد وجدوا جثة آرثر معلقة عند بوابة المقبرة وقد تم شنقه بسلسلة كانت ملفوفة بالبوابة ، وقد ظهرت على وجهه علامات الخوف و الهلع 
ومن الواضح أنه كان يحاول الهروب من شيء يطارده ، وقد وجدت الشرطة المطرقة والأزميل عند القبر ولكن القبر بقي كما هو .

ظل الرعب مسيطرا على بلدة بولاسكي ولم ينتهي حتى 1950م عندما قامت شركة للتعدين والتنقيب بشراء ارض المقبرة ونقل بقايا الأضرحة القديمة ومن ضمنها قبر كارل بروت إلى مقبرة البلدة ..

ربما أرتاح شبح كارل بعودة قبره إلى مقبرة البلدة حيث دفنت زوجته ، وتوقفت تلك الإحداث الغريبة .

لا شك أن المقابر مرعبة وبالذات في الليل لأنه يسودها السكون المريب وهي أماكن مهجورة لهذا يكون أغلبها مرتع للجن والأشباح الهائمة ، وكما لاحظت فأن ولاية كنتاكي الأمريكية مشهورة بالكثير من حوادث وقصص الأشباح ومن بينها قصتنا هذه ، وهذا دليل تأثر سكانها بالفلكلور الشعبي القديم ، والملاحظ أن الحادثة حصلت عام 1938 م حيث كانت البلاد في ذلك الوقت على أعتاب الحرب العالمية الثانية والتدهور الاقتصادي والبطالة والجهل وفي هذا الوسط تكثر الخرافات وربما تكون لها أصل من الحقيقة لكن الناس تبالغ بتضخيم الأمور .

المشككون بهذه القصة ينكرون تلك الحادثة على اعتبار ان ضحايا ذلك الشبح لم يتم تدوين أسماءهم في سجل الوفيات الخاص بتلك البلدة ، الوحيد الذي وجد اسمه مسجل بتلك الملفات هو كارل بروت وقد تركت ملاحظة أمام اسمه انه توفي بطلق ناري في رأسه ، ولكن تاريخ وفاته يختلف عما هو مذكور بالقصة .
بقلم : أفوكاتو مصر

بقلم : أفوكاتو مصر

محامي مصري ومستشار قانوني في كافة انواع القضايا والقوانين ومحاكم الاسرة



جميع الحقوق محفوظة

مدونة الأفوكاتو

2017