في (18فبراير 1981) دفعت مؤسسة جرانر للنشر في ألمانيا ثلاثة ملايين دولار لشراء مذكرات مزيفة للزعيم الألماني النازي أدولف هتلر..
وقام بتزوير هذه المذكرات هاوي تاريخ يدعى جيرد هيدمان إدعى العثور عليها صدفة (واعتبرت لاحقا أعظم عملية تزوير في التاريخ الحديث).
والحكاية كما يلي:
قبل ثلاثين عامًا تسبب طموح صحفي شاب في الشهرة في إنهاء حياته المهنية وحياة المجلة التي يعمل والتي كانت ثاني أكبر المجلات في ألمانيا
بعد أن نشرت المجلة ما قيل عنه أنه مذكرات الزعيم النازي أدولف هتلر، وأنها مكتوبة بخط يده.
وقالت إنها حصلت على هذه المذكرات بعد وفاة احد الضباط الذي أنقذها من الاحتراق بعد سقوط إحدى الطائرات الرئاسية في نهاية الحرب العالمية.
وقد ساعدها في تمرير هذا الادعاء استعداد الرأي العام لظهور هذه المذكرات بسبب الشائعات التي دارت طوال ثلاثين عاما حول اختفاء مذكرات هتلر الأصلية في مكان ما من ألمانيا ! .

وقد قامت مجلة'' شتيرن'' الألمانية بدعوة عدد كبير من الصحفيين إلى مقرها في مدينة هامبورغ، لحضور مؤتمر صحفي أعلن فيه الصحفي غيرد هايدمان عن حصول المجلة على مذكرات الزعيم النازي أدولف هتلر.
كان الفخر باديا على هايدمان الذي سيصبح بعد أيام محط سخرية الصحافة العالمية.
غيرد هايدمان كان يعمل كمحقق صحفي لدى مجلة ''شتيرن'' منذ زمن
وكان مهووسا بجمع قطع وآثار تعود إلى العهد النازي، ثم أصبح مديونًا بسبب شرائه ليخت تعود ملكيته لهيرمان غورينغ أحد قادة الجيش النازي.
وعندما عرض عليه أحد الأشخاص مذكرات هتلر، رأى انها فرصة العمر له للثراء والشهرة .

الصحفي غيرد هايدمان ويخت هيرمان غورينغ
وقد دعت المجلة إلى المؤتمر الصحفي الذي عقدته، المؤرخ البريطاني المتخصص في شؤون هتلر، هيوغ تريفور- روبر وأستاذ التاريخ الأمريكي غرهارد لودفيغ فاينبيرغ، اللذان أكدا خلال المؤتمر أن المذكرات حقيقية.
لكن بعد ذلك فند الخبراء تلك المذكرات بسهولة .
حيث تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن مذكرات هتلر مزورة، وقد أكد خبراء هيئة مكافحة الجريمة والإدارة الاتحادية لفحص واختبار المواد، أن المواد التي كتبت عليها المذكرات مصنوعة بعد الحرب العالمية الثانية
وأن الأحرف الأولى التي جاءت بها المذكرات كانت غريبة ,فبدلا من ''أ. هـ'' التي ترمز لأدولف هتلر.عُثر على أحرف ''ف. هـ'' على غلاف المذكرات. وتضاربت التفسيرات حول هذا الاختصار ومن هنا بدء الشك.
وتم الكشف عن هوية مزور المذكرات، وهو الرسام كونراد كوجاو، حيث كان يتواصل مع صحفي مجلة ''شترن'' عن طريق رجل وسيط. وكان كوجاو خلال عملية النصب يحمل اسما مستعارا.وقد قام ببيع 62 مجموعة من المذكرات المزورة لمجلة ''شترن'' بما يعادل اليوم 4.75 مليون يورو.
محاكمة كونراد كوجاو
تم تقديم كوجاو والصحفي هايدمان للمحاكمة. وحكم على كوجاو بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بعد إدانته بتهمة النصب والتزوير.
أما هايدمان فحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر، بعد إدانته باختلاس جزء من المبلغ الذي دفعته مجلة ''شتيرن'' لشراء المذكرات
ويقال ان فترة الحكم ارتفعت الى 8 سنوات بعد ان رفض الاثنان ارجاع المبلغ الذي اخد مقابل المذكرات .
قضى كوجاو ثلاث سنوات فقط من مدة عقوبة السجن، نظرا لإصابته بسرطان في الرأس. بعد الإفراج عنه استغل شهرته وفتح رواقا فنيا يبيع فيه أعمالًا فنية مقلدة.
توفي كوجاو في شتوتغارت في 12 سبتمبر 2000.
أما الصحف التي نشرت المذكرات المزعومة فقد أصيبت في مصداقيتها وشهدت انخفاضا مفاجئا في مبيعاتها لم تتعاف منه إلا بعد فترة طويلة
وكانت نكسة إعلامية ومهنية أثبتت أن هتلر مايزال عنصر قلق لأوربا وإن كل ما يتعلق به يسبب قلقا ومشاعر مختلطة لأوربا والعالم !