النهاردة ميعادنا مع قصة جديدة من #قصص_الجريمة وقصص #حدث_بالفعل فتعالوا بينا نحكي قصة النهاردة ..
الصورة اللي أنتم شايفينها دي صورة - للأسف حقيقية - تظهر فيها الفيلة ماري أثناء أعدامها أمام 25000 ألف متفرج بلا رحمة ولا شفقة ولا حتى شوية عقل
طب ايه اللي حصل عشان يتم إعدام حيوان شنقا بالطريقة البشعة دي
تعالوا نعرف القصة
في سبتمر 1916 كان فيه سيرك تابع لشركة سباركس العالمية لعروض السيرك وكانت الشركة دي بتقدم عروضها من خلال التنقل والتجول في المدن الأمريكية وكانت بتقدم عروض كثيرة وممتعة بهلوانات وألعاب وحيوانات لدرجة أنها كانت بتستخدم 15 سيارة في جوالاتها بالسيرك المتنقل
لغاية ما قرروا ينتقلوا لولاية تينيسي في الجنوب الأمريكي قبل نهاية عروض الصيف للترفيه عن سكان المدينة
كان من بين حيوانات سيرك سباركس أنثى فيل ضخمة أطلقوا عليها اسم ماري (مريم) الضخمة أو الكبيرة (بيج ماري) لأن وزنها كان تقريبا خمسة طن !
ماري كانت بتقدم عروض رائعة في السيرك وحققت أرباح كبيرة لشركة سباركس العالمية لكنهم في الوقت ده والزمن المنيل ده كانوا بيعاملوا الحيوانات أبشع معاملة من تعذيب وتجويع .. متستغربش .. ماهي كانت نفس معاملتهم للبني آدمين من الأصول الأفريقية (الزنوج) .
وعشان الشركة الحقيرة دي حبت توفر في أجر المدربين وشافت أن الفيل ماري ماهي إلا حيوان متوحش في الأصل فمهتموش يجيبولها مدرب محترف فجابوا حلوف اسمه ريد إلدريدج .. هو حلوف في أخلاقه لكنه شكلا كان شبه البني آدميين عادي لو شوفته متفرقوش عن أي صهي/وني
ريد كان وقتها شغال عامل في متجر في فندق ريفر سايد في مدينة سانت بول ومكنش عاجبه شغله ولا راضي عنه لأنه أصلا سواق يحب السفر والحرية والتنقل ولما عرف بوجود أصحاب السيرك مقيمين بالفندق طلب أنه يشتغل معاهم فألتحق بالسيرك كمدرب وسافر معهم في اليوم التالي اللي كان أول يوم له في الشغل إلى بلدية أروين في ولاية تينيسي
كانت الفيلة ماري لضخامتها وشهرتها بيخلوها هي في مقدمة الموكب .. وهي في الطريق اثناء دخول البلدة دي عينيها لمحت قشر بطيخ في كل مكان حاوليها في الشارع ..فنفسها راحت للبطيخ وأنحرفت عن مسار موكب العرض
مين اللي كان راكب فوق ظهر الفيلة ماري ؟ هو المتخلف ريد بعينه بغباوته بوشه العكر .. طبعا كان لازم بصفته المدرب والقائد أنه يرجعها لمسارها في الموكب .. قوم بغشومية أهله كان معاه "خطاف" مسنن فراح ضارب به ماري على ودنها الخطاف أنغرس في لحمها فبشكل عفوي وتلقائي من حيوان جريح راحت متلافياه بزلومتها وسحبته تحت رجلها وهرست دماغه فمات في ساعتها ..
المشهد ده تم تحت سمع وبصر الناس المحتشدة لمشاهدة موكب السيرك وطبعا منظر الدماء والدهس كان فظيع ..
طب مش يقولوا مثلا .. الغبي كان يستاهل .. حد يتعامل بقسوة مفرطه كده مع حيوان مبيفهمش !!
أبدا .. الجمهور المحتشد صاح بكل غوغائية وهمجية أمريكية معروفة (القصاص القصاص) أقتلوا ماري ..أقتلوها ..أقتلوها
جاء صاحب السيرك الحقيقة وحاول يهدي الناس عشان ميبقاش موت وخراب ديار .. هيجيب منين فيل تاني بالحجم ده
لكن الناس كانت مدفوعة للانتقام برغباتهم الدفينة في مشاهدة عرض مثير وقاتل بيتم فيه سحق حيوان مسكين .. تشارلز صاحب السيرك لقى نفسه مش قادر يسترضي الجمهور الغاضب وأنه هيخسر كتير وفي نفس الوقت حاكم الولاية ورئيس المقاطعة بيطالبوه بتسليم الفيلة ماري ..فاستسلم في نهاية الأمر وسلمهم ماري !
في اليوم المشئوم ..
تم اقتياد ماري لمكان قريب من السكة الحديد وقرروا محاكمتها هناك وتنفيذ الحكم من خلال الأوناش والروافع اللي بتستخدم في السكة الحديد
وفعلا تمت المسرحية ..مسرحية المحاكمة اللي مكنش فيها دفاع ولا شهود ..تم تلاوة الاتهام وبعدها تم تلاوة الحكم وتقرر اعدام ماري شنقا
لكن هيعدموها ازاي ؟
الأهالي كتر خيرهم قالوا نجيب سلسلة كبيرة ونربطها حوالين رقبة ماري والونش أو الرافعة تسحبها لفوق شنقا لغاية ما تموت !!
وفعلا جابوا السلسلة ولفوها حوالين رقبة ماري الضخمة وهي مش فاهمة حاجة لأنه حسب التقارير أنها هدأت بعد حادث الانتقام وأصبحت لا تشكل خطر وأن الحادث كان عرضي وعفوي من حيوان وقت الاعتداء عليه
لكن كل ده مش مهم .. المهم عند الشعب تينيسي أنه ينبسط وهو بيقتص من حيوان !
تم لف السلسلة وبدأ الونش يرفع ..وبدأت السلسلة تضيق على رقبة ماري .. فراحت مفلفصة وأبدت مقاومة وقعدت تضرب برجلها في الهواء فالسلسلة اتقطعت ووقعت ماري على الأرض وكل المتفرجين طلعوا يجروا من الخوف ولأن وزنها خمسة طن .. وقعت ماري على وركها السفلي أتكسر وركها وجلست مثل أرنب خائف قليل الحيلة
هنا .. بعض الأهالي فكر فكرة عبقرية .. لالا مقالوش كفاية قالوا نجيب سلسلة تاني أكبر وتكون أقوى !! مش بقولك دول أمريكان يابا ولاد ست مش نضيفة!
جابوا فعلا سلسلة أكبر وأقوى ولفوها حوالين ماري ورفعوها لفوق ولأن وزنها كان تقيل فكان الونش بيشد من أعلى والجاذبية بتسحبها من أسفل فأختنقت ماري وماتت مشنوقة !
بعد شنقها ..قرروا دفنها ..وفعلا دفنوها بجوار السكة الحديد لكن بدون شاهد قبر .. أكتشفوا أن دي حاجة لا تدعوا للفخر فأخفوا معالم قبرها
حاليا .. مدينة أروين في تينيسي اللي شهدت إعدام الفيلة حاولت منذ سنوات التكفير عن ذنب أبائهم وأجدادهم فبيقوموا بصنع أفيال من الكريستال وبيعها والتبرع بثمنها لمحمية أفيال في الولاية .